الحدود .......

الشاعر الإثنين أغسطس 04, 2008 5:58 am

الحدود

شعر : محمد خالد الخضر
أعطيتني وجعا مديدا قاسيا .
حتى أفيض على ضياء الصبر صبحا للتراب مجددا.
...
أحمي المغاور والكهوف من الثعالب ...
كدت ألجأ في مخابئها حزينا كالصلاة ,تضيع في بوادينا ,ويكشفني الصدى.
...
صوتي إذا نادى المنادي ,يستفز مواجع الباقين بين نشيجهم والقهر يدفق حاله كالماء ...
لولا هديها تحت ارتعاشات الغيوم ولهفة الوجد الفهيم أمام قداس المواجع جابنا متعمد.
يستيقظ التاريخ من أحداقنا ويرد عقبة عن هواجسه الدفينة ...
عندما جاء المنادي أرجع التوراة من باب الهياكل ..كلها أصنامنا استيقظت ...
تهفو إلى ديجور ها ... استيقظت فينا فطوقنا الردى .
...
غطي غريزتك الحنونة , يا مخابئنا المديدة , واستمدي شوقا شفيفا عامر النسمات والأنخاب ...
من نغم تبرعم في الدموع ,وأخرج الأفعى ,إذا غابت طويلا ,كرر العزف المراوغ ...
أقفل الوادي طويلا في الصباح وأنشدا.
...
استقبل الآتين من أحلامه واستعذب الكرسي يرفل بالبقاء ,إذا تكرم حلمه ...
وأراد أن يمضي عزيزا في العراء ,يذوق آخر فرحة طلعت من الشرق العليل ...
فخاف أن تأتي الرياح ,ويرتمي بنطا له ,وتشيل عن كرسيه تاريخه وطموحه فترددا,
...
حفر الدهاليز البطيئة في غد الإشراق .. أومأ للمسافر أن يظل , و ألف صوت لاجتماع فجر مسترسل.
حتى نخاع الأرض أطلقها ونام على الهدى .
الصابرون النائمون توحدوا و استنفروا في نومهم .
اخضر منهم حلمهم حتى استعدوا , أخبروه بأنهم قرؤوا كثيرا عن لبيد و استمدوا فخرهم من عنتره .
إستعذبو الشعر القديم .. مسلسلا فيه السيوف مضيئة .
و تظاهروا بالفهم , أشرع صوته .
و رمى عليهم حكمة (حيوا التمدن و الحضارة ) .
عارض الآتي على أحزانه فمضى يعيد مهددا .
...
خذ هذه الأغنام و اسرح في الروابي الشامخات في تأرقها تضيء لنفسها ليل الضنى , جرسا على أعناقها كي لا تعود إلى الذئاب تذوق ميقات الردى .
يا أسود الرأس المضمخ بالضياع مواطن الأطيار بين جوانح .....الأزهار تشتاق الغناء , تحب دفء الصيف عند الصبح ثم تحط في... الوادي مفرخة على أعشاشها فلمن فتحت الصيف و الأعشاش فاغرة و فارغة و أنت سرقت دفء الصيف فانفلت الضياع و بددا .
...
حتى الطيور على قليل طموحها تلقى لها وطنا كريما واحدا .
...
الآن تأكلك الخيانة و القوافل و العواهر و الكؤوس و تبغك المرتد من (نارجيلة ) الهذيان سوف يطولك الحد المرابض من زمان فيه صوت الله جاء و أوعدا .
...
و أنا سأجلد بالخمور بالزنا
و أنا سأجلد بالتراب بصوته .
عن كل حبة خردل قد خنتها .
و أنا سأطلع من أمامك ألف موت , سوف أرمي فوق رأسك.. إنه حد السماع لكل أصحاب الخيانة أو رفاق السوء.. قطاع الطريق رجال أمريكا .. متاهات المواخير القديمة و الجديدة .. سوف أرمي كل ما عندي , لأنهي شكلك المتعددا .
....
سأعيد حالي من لذيذ الموت أخنق كل خوان و مرتد أكمل التسبيحة الأولى , و أكتب للمعالي , (كل شيء في بلادي طيب .. أشجاره و تلاله و ترابه و مياهه و نساؤه) .. و الناس فيه طيبون و إن أضلوا دربهم يوما..تراهم طيبين . و سواك يا وطني أرى الدنيا سدى