منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحلام المنفى الأسير

اذهب الى الأسفل

أحلام المنفى الأسير Empty أحلام المنفى الأسير

مُساهمة  الشاعر الأربعاء أغسطس 06, 2008 2:08 am

أحلام المنفى الأسير
بقلم: محمد خالد الخضر
كم قلت: يا أم العيال أنا الغريب أمام قومك لم تصدق....
و انكسار الجرح كان يزيدنا وجعاً...
تدلى القلب من أعلى ليشعل ضوءه الأزلي فوق تلالنا .
ما أجمل الوطن المعبأ بالبراءة و العبير .
و الحلم و الشوق الأثير ز
و طفولة كنا نصدق في رؤاها كل شيء.
و أنا أصدق أن قومي أبرياء.
حبي لهم حتى السماء .
البحر أصغر من هوانا و الرياح تلوكه و تسير كيف تشاء و الأسماء تائهة بلا وجع , و أحلام تسير.
وطني مقاييس الطفولة وحدها, و أنا بريء كالصلاة, و زوجتي قالت:
جميع الناس حولك طيبون.
و أنا أدافع عن حنيني ....
شوكة في الروح طالعة على قهر الدموع .
و أضيع خلف البحر يسلبني الرجوع .
البحر ناداني و غني راحل من يقظتي .
كان ارتدادي موجعاً و دمي فراغ.
ماأجمل الأحلام , إلا أنها سقطت مراراً و الضفاف تقاربت و تقاربت ...
تبكي كما أبكي, و ترجع مثلما أقفلت, و التاريخ منحدرٌ بلا وجه كأني...
لا ألاقيه ... و لا ألقى البلاد .
من كان يكذب في القفار يقول: في هذا الطريق توحدت كل الجياد .
من قال .. إن الحب كان يعيش كالأطفال فوق ربوعنا و الطير كانت تستريح على الروابي عندما سافرت من جبلي إلى وجعي, و سري ...
في الخنادق حائرٌ .
هل غادر الصحاب من وطن القصيدة .. سيد هذا الضياع و خائب هذا الطريق يعانق الوادي, و كان الذئب يحرسه إذا عاد القطيع بلا قطيعٍ ٍ ...
وحده الراعي تكلل بالرجوع.
هل كل هذا البوح أكبر من دمي .
مستورد هذا الدماء لأنني أعطيت كسرى ما أراد من الرماح ...
تعودت روحي على جمع الحليب و أرتضي رجس الظلام.
أخذت قريظة ماتريد من الدماء و بادلتني بالسخام .
فغداً تفاجئني الجذور بجذوة و تعيدني ناراً , و ينفجر المقام .
***
تاهت بهية دون ستر و المهاجر عضها من عارها, فتوسلت حتى رمت بالحمل.... هذا الحمل مني عندما كنَا صغارا ....
أفسدته الآن كي تنهار آخر قبلة في الروح أرسلها دمي...
و أنا أبادلها البراءة و الأمان.
ماذا جرى للبحر يا مطر الفصول , أنت تشربه وحيداً و هو يدري أن عهدك زائل , وسلاسل القرصان تأكلنا معاً حتى الحصار؟! .
خذني قليلاً كي أصلي للتراب ..
يهدني كفري و أن الوقت ضيعني لقد فات القطار.
مليون عام قد قضيت بلا بلاد و الشعاب تشدني كي أشتهيها ...
ميت شبقي , وصمتي صار في الرمق الأخير .
نار تحركني من الأعماق قائلة: تحرك أيها المنفى الأسير.
تتشابه الأوطان في أملي, و أخسرها كثيراً كلما انتصرت ...
معاركنا على ظهر السرير .

الشاعر
Admin

المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى