منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اثنــان كنــــا ...

اذهب الى الأسفل

اثنــان كنــــا  ... Empty اثنــان كنــــا ...

مُساهمة  الشاعر الأربعاء أغسطس 06, 2008 3:02 am





اثنــان كنــــا

شعر محمد خالد الخضر




اثنان كنـا وكان الليـل والقمــرُ
نشكو الهموم لمن في البال قد خطروا
تشـكو إليك هموم البعـد قافيتـي
وراح يشـكو إلى أصحابـه القمــرُ
حتى رمتني جفون العزّ فـي أرق ٍ
كرمى لحبك طاب الليـل و الســمرُ
وكاد رأسـي على نهديك يخذلني
كأن حبـك في أحلامــه قـــدرُ
شردت حتى دهاني الليل في شغف ٍ
ورحت كالصقـر أعلـو ثم أنكسـرُ
أنا العنيف الذي ما عشت منكسرا ً
هذا أنا في حضـور الليـل أعتــذرُ
يا منية الروح ضوء العشق غلبني
وكل ضوء أمام الشـعر ينحســـرُ
غداة كانت لدى عبس ٍ قصائدنـا
تشـع نورا ً وتاريخـا ً إذا شــعروا
نسـيت أني إلى البستان يأخذنـي
حلم حديث وحولي الماء والشـــجرُ
فجئت أحمـل آهاتي على كتفـي
كأنني في جراح العشــق أنتصــرُ
يا ليل كيف أرد الروح لو سقطت
بين المواجـع ، هـلا ّ ينفع الحــذرُ
يا ليل عشـقي كبير لا يسـاعدني
قلبي عليه ، وعـزي ليس يقتـــدرُ
سلمت نفسـي إلى صدر ٍفأثقلنـي
أمام قهري ، فأهــواه ، وأفتخــرُ
و أمسكتني حيال اللوز فاتنتـي
من ساعدي، فمشى في ساعدي خدرُ
وساءلتني عن الأخبار في بلـد ٍ
كم أورقت في مغاني حسـنه السيرُ
فحاصرتني على الأحلام حشرجة
والدمع يجبر أحيانـا ً فينهمـــرُ
وكان للدمـع قبل العار طيبتـه
كأنه من عبيـر الورد يعتصـــرُ
والآن يذرف والخـذلان يدفعـه
مَن بعد هذا علـى الإذلال ينتظـرُ




كنا إذا استنجدت ليلى بمعتصـم ٍ
يلقى لها دمـه الحاني فتأتـــزرُ
وتستفيضُ جموع العرب قاطبـة
وراء رايتها الكبـرى وتأتمـــرُ
ما همها إن علي قـاد موكبهـا
ستدحر الغـزوَ أو إن قادها عمـرُ
واليوم نسـقط في الميدان همتنا
مشتتين ، وجيش البغـي ينتصـرُ
تمذهب القوم حتى عاد غاصبهم
ولليهود على تقسـيمهم أثــــرُ
ويوم صفين أعطوا النار فاشتعلت
فسادها ، وجيوش الأهـل تندحـرُ
تقسموا ألف إسـلام بلا ســبب ٍ
إلى زمان علـى الإذلال يقتصـرُ
وألبسوا الديـن أثوابا ً مزيفــة
بمذهب ٍ قاصر ٍ يخبـو ويُختصـرُ
وعندما عاد بوش الابن يدحرنـا
تاهت مروءتنا تبكـي وتنتحـــرُ
فمزق الثوب عن إجلال عفتنـا
وفوق عورتنا يهدي لـه الظفــرُ
وكل شـيخ له جيش يؤجــره
أمام جيش العدا في الأرض يستتـرُ
وأطرقت حلوتي خجلى لتسـألني
عن قادة ٍ سلموا التاريـخ و اندثروا
ماذا جنوا غير ذل ٍ ليس ينفعهـم
وحولهم كلما اهتـز الردى خطـرُ


حبيبتي هدهدي جرحا ً و قافيـة
منها كرامة هذي الأرض تنفجــرُ
وكلما غيبت في بطنها بطــلا ً
يأتي إليها على أوجاعـه مضــرُ
سيستعيد خطايـاه و يقتلهـــا
فأرضنا من طيوف الله تدخــرُ
ترقبي إن جيش الغدر مرتبكـا ً
يجتر عارا ً وأحزانا ً و يحتضــرُ


اثنان كنا وكاد الجرح يأخذنــا
من عشـقنا كلما لاحت لنا عبــرُ
كم عاشق يعبث الباغي بعفتـه
ويستبيح و في أعصابنـا صــورُ







وسافر القمر المحزون منطرحا ً
خلف البحار حزين الضوء ينحـدرُ
حتى كتبنا بماء العشق في دمنا
شريكنا الحقل والرمان و العفــرُ

لن ينصر الله جيشا ً في معاركه
إلا ّ إذا لمه في معمـع زُّفَـــرُ
موحدا ً والرؤى العرباء تجمعه
والله أكبر والتاريــخ والســورُ


اثنان كنا وكان الليل والقمــرُ
وما كتبنـا فهـلا يقـرأ البشــــــرُ ؟!



الشاعر
Admin

المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى