منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسة في مجموعة قبيل طلقة الفجر القصصية لعدنان كنفاني -- محمد خالد الخضر

اذهب الى الأسفل

دراسة في مجموعة قبيل طلقة الفجر القصصية لعدنان كنفاني -- محمد خالد الخضر Empty دراسة في مجموعة قبيل طلقة الفجر القصصية لعدنان كنفاني -- محمد خالد الخضر

مُساهمة  Admin الخميس فبراير 23, 2012 5:42 am

دراسة في مجموعة قبيل طلقة الفجر القصصية لعدنان كنفاني
بقلم : محمد خالد الخضر
بدات مجموعة من الكتاب القلائل يعملون على تطوير القصة القصيرة بشكل يتلاءم مع العصر الذي تغلغلت فيه وسائل إعلامية متعددة لا منهج فيها و لا أصول ... و هذا التطور من المفترض أن يحافظ على أساسيات القص و مكوناته حتى تبقى النصوص ضمن إطار فني يحافظ على كينونتها الأدبية , و لكن قلائل هؤلاء فالأجناس الأدبية قاطبة دخلت في دوامة التمزق و الانهيار , و القابض على الجمرة يحمل أعباء قد تكون تاريخية و من هؤلاء القاص عدنان كنفاني , و بين يدي مجموعته قبيل طلقة الفجر التي تحتوي مجموعة قصص قصيرة تستند على أسس ترتكز عليها موهبة الكاتب , وهذه الأسس تمتد إلى القصة التقليدية حيث تلعب الحبكة دورا" هاما" في تصاعد الخط الدرامي نحو الإثارة و التشويق , ويظهر أن الحداثة التي تسربت عبر ثقافة الأديب إلى قصص المجموعة ناجمة عن خبرته بتطور القصة و تتجلى الحداثة بالإقتصار على الإستطراد كما هو الحال في قصة ( الرحى ) وتظهرأيضا في التكلم بإسلوب الغائب حينا" و أسلوب المتكلم / الأنا / حينا" آخر كما فعل بعض الكتاب السوريين مثل " حنا مينة " في رواية الدقل .
كم أن الاستطراد يأتي من البيئة التي تدور فيها أحداث القصة و بالتالي يساهم في تفعيل عناصر الإثارة في التعامل مع النص القصصي , و يتوضح في المجموعة أن للقيم و التقاليد الموروثة أهمية بالغة في مواضيع القصص الواردة و التي تكمن في استحضاراه ما يشير إليها خلال الحياة اليومية الإجتماعية القائمة في الشكل الذي يظهر على السلوكيات و النتائج الخطيرة الناجمة عنها فإن سوء استخدام " الكمبيوتر " كارثة اجتماعية استخدمها الكاتب بطريقة مليئة بالتشويق و الرغبة بمعرفة نتائج قصة ( الرحى ) فيظهر الكاتب عواقب الخيانة وازدياد انتشارها خلال التعامل مع الشبكة العنكبوتية فالمرأة "ن " خانت زوجها و أعطت الكاتب الذي تعاملت معه على الأنترنت ما أمكن اعطاؤه من مال و حب و هيام إلى أن كتب لها و ساعدها و جعلها تملك لقب أديبة .. إلا أنها سرعان ماتخلت عنه بعد أن أخذت ما تريد ليصادف امرأة غيرها تحاول أن تتعامل معه بنفس الاسلوب .. فالأولى متزوجة و عندها أولاد و الثانية لا تختلف عن الأولى , و هناك الكثيرات من هذا النوع , و في النتيجة يظل الكاتب الضعيف رهن قماقم الأخريات يعيش على بقاياهن .
و يزداد عدد الكاتبات اللواتي ظهرن خلال خداع كتاب الموقع الألكترنية والظهور على أكتافهم بأساليب أثارت حفيظة مؤلف المجموعة ليبين مخاطرها على المجتمع , و تتكثف مشاعر القاص مليئة بالصور و الأحداث التي تقض و تفضح مضاجع المجتمع وهي تمتلك حالة التوازن التي يتمكن القارىء أن يتعامل معها في أرقى درجات التماسك بينهما وهو ينتقل من حدث لآخر في وعي درامي تتبدى فيه حالات أخرى تضاف إلى إحساسه الإجتماعي تظهر قيمة الوطن العليا عند الكاتب فقصته ( حمدان القرباطي ) نموذجا" للأولى و ( علمينا يا غزة ) نموذجا" للثانية , و يعتبر الكاتب في مجموعته القصصية أن المرأة كائن هام و يحاول أن يكشف لها الثغرات التي تؤدي إلى خلل إجتماعي و يحاول أن يختار لكل موضوع أسلوب يلائمه فقصة ( الورم ) يتقمص فيها أحيانا" شخصية البطلة ثم ينطلق باتجاه النتيجة دون أن يكثف الأحداث كقصة و يمررها بالحبكة أو العقدة كقصة ( الرحى ) و هذا نموذج قريب من المقالة .. إلا أن تحليل الواقع بشكل معرفي يعمل على توضيح الأشياء المادية بشكل مسبق لنرى أمامنا صورا" تحركها شخوص أوتتحرك من خلالها فنتلمس الأخلاقيات المتباينة في مجتمعاتنا ويعمل الكاتب في المجموعة على ترك بصمة لشخصيته القصصية المكونة من الموهبة والقيم الأخلاقية التي بدت واضحة دون تكلف في أغلب القصص المأخوذة من الوجود الإنساني و من ظروف البشر اليومية و أنماط سلوكياتهم ولعل هذا الأمر جعل السرد الكلاسيكي سيد الموقف في أسلوب القص عند عدنان كنفاني لأن الحداثة المفرطة الماثلة بين وسائلنل الإعلامية المقروءة و المرئية تعتمد على كثيرا" من الإنفلات من قضايا الإنسان و لعل المدركات الحسية ترتفع فعاليتها و يتزايد عملها عند الكاتب أمام العلاقة الجدلية بين نصوصه وبين من تمثلهم من مجتمعات وذلك بفعل التراكم الثقافي و التعامل الإجتماعي إضافة إلى أن الأول جعل الإهتمام باللغة واضحا" خلال السرد التعبيري لأحداث القصص ما أدى إلى اقتحام الجمل بمفردات معجمية قد لا تضر بتقنية القصة إلا أنها دافع لخلخلة الإثارة المشتعلة في المجموعة بين الكاتب و المتلقي كما ورد في قصة ( تحاصرني الأمكنة ) عندما قال : " ناس يتحركون في مساعي البحث عن أود الحياة " و " بيادق العمر" سيما أن هذه المفردات تأتي في مداخل القصص لتدخل في بناء درامي يطرح أهم قضايا الإنسان في مجموعة قصصية دخلت السباق و الرهان أمام تراكم كثيف و دنيا أبناؤها يرغبون بانتزاع لقب أديب إلا أنها فازت لتكون مع مانشر للأديب عدنان كنفني في وسائل متعددة .

Admin
Admin

المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 02/07/2008

http://alkhaled.yoo7.sy

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى