منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحصان الأزرق لنظمية أكراد

اذهب الى الأسفل

الحصان الأزرق لنظمية أكراد Empty الحصان الأزرق لنظمية أكراد

مُساهمة  Admin الثلاثاء سبتمبر 30, 2008 1:51 am

*** الحصان الأزرق لنظمية أكراد ***

قصص أطفال

كثيرة هي الكتب اللتي تصدر الآن،فمنها ما يحمل فكرا وفنا يخدم الإنسان، ومنها ما تدفع به ميلشيات معينة قاصدة من وراء ذلك ما يخدم أهدافا كثيرة .
هي الكتب أقاويلها متألمة على أغلبها الذي أكلته الرفوف وأعرض عنه الناس، محملة مسؤولية هذ ا لتلك اللجان اللتي أصبحت الآن،تختار ما يرضي أهدافها في كافة المؤسسات الثقافية،والإعلامية،إذا أهملت أذواق القراء فاختارت ما ينافي تلك الأذواق فحكموا على تلك الكتب بالبقاء إلى أن تأتي لجان تحكم بحرقها، فتنهل الحاجة الاقتصاد ية .
هي السبب..؟ هذا مايحاول((التعكز)) عليه هؤلاء من يشتري كتابا كل شهر لن يموت من الجوع .
ناهيك عن فتح أبواب الإعارات، في كل المراكز الثقافية، وعظم مراكز المؤسسات الأخرى، ولكن لا يضر ما دمنا في زمن أصبح فيه الأديب يتربص بالأديب....
السؤال الذي طرحته على نفسي،عندما عدت إلى مرحلة زمنية سابقة،أو لمراحل أخرى...
جعلتني أقول: هل هذه المرحلة الزمنية لها أثر على انسجاب الأدباء لانتظار زمن آخر....ولكن لا أدري ما هو السبب ... كلما بوسعي قوله. أن انصراف الناس عن الثقافة والتفاهم إلى أشياء أخرى هو أنه لم يجدوا في تلك الثقافة ما يلامس أرواحهم، ويدغدغ مشاعرهم .
بدأت هذه البداية ،الآن أدخل في كتاب وقع بيدي صدفة ..كتاب من الحجم المتوسط بلغ عدد صفحاته ( 124) صفحة أصدره إتحاد الكتاب العرب منذ عشر سنوات للكاتبة نظمية أكراد .
إن حبي للقراءة دفعني لقراءة هذا الكتاب وهذا الكتاب دفعني لتلك المقدمة وللقول إلى تلك المؤسسات الثقافية أن ترجع إلى دفاترها القديمة أو على استمراريتها على الأقل من خلال تلك ا لدفاتر فتبقى حصينة،منيعة، قوية فالتهجين أنهك قواها وحول ما لديها إلى آلة جامدة.
هذا الكتاب الذي عنوانه **الحصان الأزرق** خصته الكاتبة للأطفال والذين هم مرآة مجتمعنا وأمله القادم وجدت نفسي أبحث عن هذا الإسم في قصص أخرى،أصبحت مثلا جميلا ... خرج من دائرة الطفولة إلى المجتمع بأكمله فوجدت قصة جميلة وهي قصة الأفعى والراعي،ملخصها(( أن راعيا كان يعزف بالناي على رابية جميلة فتطرب أفعى لهذا العزف- فتخرج من حجرها- وتدفع له ليرة ذهبية وتعود عندما غاب الراعي ذات يوم أوكل هذه المهمة لولده- فطمع الولد بالكنز الذي تملكه الأفعى عزف لها حتى تخرج لتدفع له بالليرة، فحاول قتلها ولكنه لم يستطع ذلك- إلا أنه قطع ذنبها فعضته الأفعى فمات، ومضى زمن- أراد الراعي أن يعود إلى ماكان عليه- إلا أن الأفعى قالت أيها الإنسان- لا يمكن لك أن تنسى ابنك ولا يمكن لي أن أنسى ذنبي ،،هذه الأشياء اللتي رسخت في ذهني الطفولي إلى هذا اليوم مهمة بالنسبة لي على الأقل ولكثير من أمثالي- وشاهدي على ذلك أنها عالقة بذهني برغم قراءتي لآلاف الكتب ولاسيما الآن ما محتها من ذاكرتي الحاجة الإقتصادية أو تراكمت الكتب التي تندب حظها الحزين ...
أعود إلي الحصان الأزرق‘وأنا أتجول بين صفحاته، حسبت نفسي فراشة راحت تتجول في بستان جميل مليء بالأشجار والورود والعنادل، يحيط به جبلان يحفظانه ويزيدانه جمالا على جمال، تنقلت من غصن إلى غصن، فكنت أزداد رشاقة وأرغب بالعودة ...
تعال معي عزيزي القارئ لأحدثك عن مذكرات شجرة الجوز، تلك الشجرة القوية، الشامخة المتحدية للزمن ذات الحلة الجميلة، داهمها المرض فجأة فأصابها الحزن، وهددها الموت...
يبست وقطعت بكاها رفاقها وأصحابها والبستان- وعندما تحولت إلى مكتبة لتضم في حناياها عظماء التاريخ أحست بالفخر والكبرياء وبعثت بمذكراتها إلى زميلاتها تتباهى بما هي عليه، صانعة تلك المؤلفة جوا إنسانيا، دفاقا بالمشاعر والأحاسيس- فهي إن كانت قد علمت أطفالنا تجنب مرارة اليأس وأعطت للكبار عبرة، أن النجاح غير مستحيل دائما- وله أبواب عديدة- والإنسان خلق لينجح، أما الحنان الذي تنشده المؤلفة خلال جو التعاطف بين الرفاق الزملاء- لا شك أنه أهم أسس الإنسانية وأرقى أنواعها فصديقات شجرة الجوز لم يشمتن بها، بل حزن لأجلها، فأرسلت تطمئنهن متمنية لهن مستقبلا جميلا مشرقا مليأ بالحب والكبرياء....
أما بلاد المحبة تلك القصة اللتي أرادت لها مؤلفتها أن تكون درسا إنسانيا كبيرا أعتقد أن المؤلفة بذلت جهدا كبيرا لكتابها لأنها كثفت مشاعر ودعائم ومعطيات لتخرج بالمفيد خلال عبر قدمتها دون أن يشعر القارئ بمدى صعوبة الطريق اللتي سلكته المؤلفة لتخرج بهذه النتيجة ولتصل إلى تلك النهاية المليئة بالعدل والمحبة والمساواة.. الملك أب وأعطى وعلينا أن نتجاوز المرحلة الزمنية اللتي نعيشها لنقدر العطاء ، نرد الخير بالخير والحب بالحب وتذوب الأنا بالجماعة، النتيجة أن ابنة الملك اللتي رباها الملك صورة متطابقة لأ بيها بالخلق والعادات، والمؤلفة حولت الجزر إلى ليرات ذهبية ليعلم الطفل أن كل قيمة نبيلة ستعطي على البيدر القادم قيما ومواسما غنية وافرة كما ركزت على الإحترام لأنها القوة الأساسية اللتي تجعل الحب يتعاظم ويكبر...
ثم تنتقل نظمية أكراد لتربط مشاعر الإنسان بمشاعر أرضه ووطنه وأشجاره ومستقبله وتاريخه الماضي والآتي وقصة الأرض والتفاحة والسر تدعو فيها لتقوية الإرتباط بالأرض بعلاقة متينة لا يشوبها القتل والتدمير ولا يلوثها الحقد ولا الكراهية كأنها تريد أن تقول: تحبكم كما تحبونها ولو حزنتم عليها مرة فهي تحزن آلاف المرات .
ومن خلال الحوار بين التفاحة والأرض لمست المشاعر العظيمة اللتي تكنها التفاحة للأرض وحرصها على عدم إزعاجها واكتشاف التفاحة للسر المتعلق بمشكلة الدماء المراقة دائما على وجه الأرض...
نجت المؤلفة الكريم من كل المخاطر وذللت له كل الصعوبات ونيته الحسنة كانت له درعا واقيا وأسقطت البخيل في براثن المخاوف وفي متاهات الخيبة ومذلات المخادعة والخنوع... لا يخفى على القارئ المثقف أن نظمية أكراد قبل
أن تقدم على كتابة هذه القصة قد قرأت كتبا دينية وإنسانية فكانت نظرتها لا تختلف عن نظرة القرآن الكريم والأ نجيل المقدس....
بالإضافة إلى ماتملكه من مقومات أخلاقية دفعتها لتقدم ما قرأته لها...
إنتقلت إلى أهمية العمل فنسجت لنا قصة عذبة سمتها مدينة الحمائم واللتي كان بطلها رجل يحب العمل والإصرار عليه وبعدما أصبح ثريا يملك الأراضي والذهب احتاجه الملك فساهم في بناء سور للمدينة ليحميها من الأعادي وهنا تؤكد على ضرورة العمل قانعة أطفالنا الأعزاء بأن العمل يعطي الإنسان أهمية كبيرة ليصبح فردا هاما فعالا لوطنه يحتاجه حتى الملوك وأن من يحب العمل عليه أن لا يتنازل عن قيمه ومبادئه ،وانتقلت إلى حب أكبر هو حب التضحية بكل ما يملك في سبيل الوطن الذي هو رمز الشرف والكرامة والبقاء...
وختمت مجموعتها بقصة القصر المسحور الذي تؤكد فيه على الصبر وفعل الخير ومن يفعل خيرا يلقاه في النهاية وأن من يصبر ينال ما يريد...
لقد أمضيت وقتا ممتعا وأنا أقرأ هذه المجموعة اللتي ضعت في محتوياتها معظم المناقب الإنسانية والخصائل الحميدة مزهرة بنتائج يسير عليها المرء في طريق خالية من السوء والإساءة...
قصص تميزت بحنان لا مثيل له وإنسانية عارمة قل نظيرها وأحداث مكثفة ووضوح الحبكة القصصية وإظهار عنصر التشويق خلال فنية عالية ولغة غير مرهقة وأسلوب شائق كل هذا دفعني لأدعو المؤسسات الثقافية للتمسك بأصالتها والعودة إلى دفاترها القديمة أو على الأقل أن تحث للعودة إلى الأصالة وخروج الناس من بيوتهم وعودتهم إلى الأند ية الثقافية والإستماع إلى ما يقرأ ويقال فهم يحتاجون إلى حصان أصيل يمتطون ظهره فلن يغرر بهم ولن يخدعهم إذ نحن خير أمة أخرجت للناس ولدينا مالدينا من حضارة ووعي فعلينا أن نصون الأمانة لنسلم من لعنة التاريخ كي لا يلقي بنا في مغاوره الغامضة ))....



بقلم: نبوغ أسعد

Admin
Admin

المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 02/07/2008

http://alkhaled.yoo7.sy

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى