منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسة في الملحمة المجنونة للشاعرة غالية خوجه ــ محمد خالد الخضر

اذهب الى الأسفل

دراسة في الملحمة المجنونة للشاعرة غالية خوجه ــ محمد خالد الخضر Empty دراسة في الملحمة المجنونة للشاعرة غالية خوجه ــ محمد خالد الخضر

مُساهمة  مجد الأحد أبريل 12, 2009 4:50 am

دراسة في الملحمة المجنونة للشاعرة غالية خوجه
بقلم محمد خالد الخضر
لم يتوقف تطور القصيدة منذ أن بدأ الإنسان كتابة ما يختلج في داخله من مشاعر وأحاسيس وأفكار و أشياء طلعت من الموهبة منذ البداية فأدهشت العنصر البشري بين المخلوقات ’ كما حاول الكثيرون من الشعراء أن يتباهون بالصورة وبالخيال المجنح وبالتناغم والتناسق الموسيقي .
إلا أن هناك نفر من الشعراء في عصرنا الحالي أراد للإنسان أن تنفلت بصيرته أمام الدهشة التي ما بعدها دهشة , فالقصيدة الحديثة محاولة ناجحة لاستثمار الطاقات الكامنة داخل الموسيقا الشعرية والانفلات من رتابتها في محاولة ناجحة لخلق حالة موازية بلا حدود أو قيود, فثمة مجموعة ليست بالقليلة اشتغلت عل النمط اللاتقليدي منهم أمل دنقل وبلند الحيدري , والذي لا أحبه أدونيس فالحق يقال حتى على المخلوقات المكروهة , وقصيدة فاطمة لحسين حموي , وآخرون ,وبين يدي الآن مجموعة (الملحمة المجنونة ) للشاعرة غالية خوجة ربما أنا كنت أول من عرف شعرها عندما قرأت قصائدها المبكرة عل مدرج كلية الحقوق وهي فتاة صغيرة حيث أطلقت أولى قصائدها المدهشة إل يوم(الملحمة المجنونة ) تقول غالية خوجة
لماذا ........ لا يفنى قلق الأرجوان .....؟
آه ....يا قصيدة اشربي جهنمك
يا ... جهنمها ...
لا ... تعتق رمادي غاض الشفيف .....
واستوت.... على غموضي ......
في هذا الخروج المدهش عن المألوف , يمكن القول : عن أسلوب الاستفهام مع تعجب الدهشة , و ما يتداخل من عمق صوتي في التناغم الداخلي غير الملموس إلا بالتبصر الشديد و
أشياء تزيد في زخم الإيقاع الصوتي في القصيدة , هي الأمور و المقومات و الخصائص مجتمعة التي تبنى عليها القصيدة عند غالية خوجة ... حيث استأثرت بنوع ربما كان غريبا" مقلقا" إلى حد لا يتعين , إلا أنه جعل غالية تتواكب مع التسمية الشعرية ... و تعلن عدم مسؤوليتها عن قلق يجب أن يكون ما دامت القصيدة موجودة والنفس البشرية الأخاذة لا تنصقل ولا تحلق إلا إذا تعرضت للقلق وللدهشة وللصدمة ولأمور لا تتبين إلا من خلال قصائد تقاسم الشعراء أنماطها عل توحد موهبتهم تقول الشاعرة :
جراحي ,
تعزف,
عل أوتار الغيم والنار ...
ارقص ... ترقص القبور معي...
وتتحرك القصيدة بشكل متجانس ويتحرك النبض الداخلي في انبثاق الصورة والإيقاع ونشوء حركة جديدة ومتجددة ومتصاعدة تسكن على الدماغ تأخذ حريتها اللامحدودة , ومع ظهور النبرات الصوتية تسهم في إطفاء جماليات عل النبض الداخلي للقصيدة مثل (تعزف.... ارقص ...ترقص ) وترشدك الحالة التي قدمتها في المقطوعة الأنفة الذكر إلى نمط أسلوبي جديد في عالم القصيدة الشعرية المكون من النفس البشرية ولا بد لنا أن ندخل في حالة مطابقة أو منطبقة على أشياء أردت لها أن تتوضح إلى قارئ ربما هو مثلي لم يقتنع بالقصيدة الحديثة إلا إذا كانت سفيرة فوق الجرح , وغيمة فوق العادة.
تعالوا نقرأ هذه المقطوعة:
يا .... قلبي ...
لماذا ... تخلعني متدحرجا" إليها...؟
ماذا يحدث لو مات شبحي المتبرعم
من تاء الصورة ...؟
لو استبدل البحر الموج بالنجوم؟
وتأتي العبارة الرشيقة في أسلوب الاستفهام لتتحلى بالتناظرات الدلالية المزدحمة وكأنها تقتطع من جوانحها وتعمل عل تناسق وتوافق الحركات الصوتية مع الأساليب التي اتبعتها لتعوض ما أزمعت أن تقلع عنه خلال كتابة القصيدة , ولي بمقدور القارئ إلا أن يعيش الحالة مضيفا" في التصاقه بين الحاضر والغائب والمخاطب إلى أن يصل حدود المعرفة المكنونة في همسات الجنون المؤدية إلى الملحمة تقول:
أنا اللغة
تحررت من الأقاصي ,
واستويت على عرش القصائد ...
تدلك عل أن الانسجام مع الحالة نابعا" من تجربة متراكمة على زمن معبأ بالنضج والثقافة ولا تتوقف عند هذا , بل تعمل على الزمن والمسافة لتمتد إلى حيث ترى العين الشاعرة تقول :
(في قبري تنفلت الغيمة الأخيرة من الزمن ...............
تصطدم بروحي ...)
وليس للقارئ خيار لابد له أن يبدأ بالبحث عن تعاريف أخرى , اختلفت الأنماط , وهو أمام أشياء وأشياء لابد أن يعترف , ولا بد أن يقف أمام تلاحم التراكمات المضافة إل صور شبيهة بالبكاء أو بالفرح , وثيقة الارتباط بالمعنى مكتسبة قوة بقاء تضع القصيدة عل جراحنا وعواطفنا اللامنتهية
تقول:
و......و.....غبنا .....ما عاد يرى ......
من البحر
الراحل ....
غير لغة..... تتدفأ بما لم ..... تقله النجوم....
وتنمو الأشياء المكونة للقصيدة نموا" غريبا" كما تنمو الشجرة بجانب غدير الماء , ويبدأ الاحتفاء بما هو جديد , وبالدلائل والمكونات التي تجعلها تطلق عبارات الحضور وإثبات الذات المتحدية مع حركات أصابعها المشتعلة بالقلم :
لا عاصم .. من لغة ....
عمدتها بخلودي....وعبثا"
إلى جبالها ,تتسابق المدن وتقول
(تدلت كلماتي غيبا" يستخرج النجوم)
ويتسابق الشعراء حتى يصل بعضهم إلى أعماق البحر ويستخرج النجوم وإلى عمق السماء المتحدة ويستخرج الفضيلة والشجن وأشياء لا تدرك إلا بالروح الشفافة
[b]

مجد

المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 12/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى