إلى أمي في يوم عيدها - شعر : محمد خالد الخضر
صفحة 1 من اصل 1
إلى أمي في يوم عيدها - شعر : محمد خالد الخضر
إلى أمي في يوم عيدها
رأيت الشمس تسقط و الهضاب
و يبكي في مغانينا التراب
رأيت الله يا أماه يأتي
و يعقد حول قريتنا الحساب
و يسأل كيف مال الدهر حتى
تولى الكلب و انكسر العقاب
و أحلم ذات يوم أن أراه
فزاد البل في الطين الغراب
لماذا أستفز عميق جرحي
و في وطني يحاصرني المصاب
أراك تحدقين إذا التقينا
بوجهي ثم يبكيك الجواب
و أبتلع الدموع و بعض حزني
كما ابتلعت مآسيها الرحاب
عساني لا أرى وجها حزينا "
أقدسه و يبكيه العذاب
رآني في الفضاء أطير حرا
تباهى عندما ابتعد السحاب
ليعطيني الطريق إلى مكاني
فيتبعني و تغريه الرغاب
إذا كسرت يساري أو يميني
و أسرع في مواجهتي الذئاب
فيطلع من جنوب الصخر ضب
و أشياء نواجذها عجاب
فتختلط الصقور على مداها
مع الغربان أو يرقى الذباب
لقد سقطت ضواري الحقل يوما
و أردتها العناكب و الخراب
و مكتبتي أراها فوق رف
تساؤلني و يسألني الكتاب
فلا وصل السؤال إلى دموعي
و لا اقترب اللقاء و لا الإياب
حزين مثل وجهك و الدوالي
حزين مثلما شاء الغياب
لنا ذكرى و بستان جميل
و أحلام يؤملها اقتراب
و أذكر عندما كنا صغارا
أنا و دريد تأخذنا الشعاب
إلى عينيك آوي كل ليل
و جاء أبي و قد حان العقاب
لقد شاغبت و الأولاد حولي
أدربهم فأخبره الصحاب
و أحمد قد بكى و أبي يرق
لدمع عندما حان الذهاب
سيمضي " للوظيفة " وهو حر
فتختلط الشكاية و الدعاب
و خلصنا أخي بقليل دمع
له في الحيلة البيضاء باب
لنا يا أم دنيا من جمال
تزينها المحبة و الثواب
و روح قد يفجرها ابتلاء
و يشعلها على الباغي اكتئاب
فماذا يفعل الغربان يوما
إذا شفيت مواجعه العقاب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى