منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دلالة الشعور في ديوان معارج الطين للشاعر جلال قضيماتي

اذهب الى الأسفل

دلالة الشعور في ديوان معارج الطين للشاعر جلال قضيماتي Empty دلالة الشعور في ديوان معارج الطين للشاعر جلال قضيماتي

مُساهمة  Admin الثلاثاء يوليو 08, 2008 3:54 pm

دلالة الشعور في ديوان معارج الطين للشاعر جلال قضيماتي

بقلم : محمد خالد الخضر

الإنسان محور الشعر و الشعور كيفما كانت القصائد و في أي مآل تؤول إليه و بمقدور أي مخلوق على الأرض أن يتخيل أو يتصور حسب القياسات المكونة لدائرة أحلامه , إلا انه ثمة شيء يكون لديه حالة أخرى اشد علاقة مع مشاعره و أكثر انعكاسا لما يكنه , ذلك الأمر الذي توفره القصيدة التي تمتلك مقومات و عناصر تمكن الشاعر من تشكيلها و تكوينها بشكل بنيوي رشيق ينمو كما تنمو الورود و الزهور عندما يتنامى فصل الربيع .
و هذه حالة يمسك بأطنابها شعراء حباهم الله مواهبا لا يمتلكها غيرهم فإذا أطلت ربما يفوتني شيء من الوقت الذي يجب ا استغله في قراءة ديوان معارج الطين للشاعر جلال قضيماتي .
تنزع الحالة التي يشتغل جلال عليها روح القارئ ثم تطير بها إلى غيوم بيضاء تتوسط السماء و تترك الجسد ذلك المملوء بالخبائث , و تسمو أمور كثيرة بعضهم يقول هذه حالة صوفية تتعلق كثيرا بكينونة الخالق بشكل شعر مهما تمرد قائله يتعلق
بتلك الكينونة و هو انعكاس حتمي لوجوده العظيم .. يحير هذا الشاعر على رزانته الصاخبة أحيانا و ثورته الكامنة في كل تصوف أو عبادة أو شعور دلائل خلق القصيدة لديه , ساعة أراد الله له أن يتحلى بشي ما من مقدرته المبدعة إنها إرادة القادرة على التحكم بمكنوناتها و جمالياتها و سيئاتها و حسناتها إذا أراد .
نقرا قصيدة (عليها .. احد عشر) يقول جلال قضيماتي :
يبس الحرف عل جذع السنابل
و ثوى الماء بأنفاس الجداول
فإذا النار على الأدغال برد
و إذا القيظ على الطل مشاتل
و إذا كانت الأصالة تعلن مدلولاتها أمام مشاعر عبر فيها صاحب القصيدة عن تحولات عاطفية متحركة بقدرة الأشياء التي كونها الخالق بصورة نضرة تمتلك مقدرة على الإيحاء بقدرة العاطفة المثيرة الملتصقة بجلالة الروح و عظمة النفس البشري في قصيدة (نون- و ما يسطرون) الشاعر يقول :
و أي انتظار
و أي انبعاث لنا إن قرأنا
على تربة الروح فاتحة الذكر ...... ثم انتهينا
تراب يسافر غبَ التراب
و يتلو على الروح أي المآب .... و يبقى على ما يسطره الحب من ذكريات
حروف خلود .... بصمت وجود .
و تبرز بكل وضوح طبيعة الخيال المؤدب المليء بالثقافة و المتعلق بانتماء الإنسان إلى حيث يحب أن ينتمي , الخيال الذي يتفوق ببصيرته و رشاقته و طول باعه في اصطياد الصور المعبأة بالحالات الشعورية و المتمكنة تماما من التحرك على عصب الإنسان لينظر إلى عاقبته عارفا متبصرا كيف كان و كيف سيكون .
إنها الحقيقة الخالدة وحدها على جسد مصير محتوم ليترك ما ذهب إليه في سفر الخلود أمام صمت التاريخ المحفور على ابد لا يزول إلا بقيام الساعة .
و لكن لابد للنفس المتطايرة بأجواء القصيدة المرتقبة الطالعة من جرح ما ربما تكون ضفافه مليئة بالورود أو مليئة بالنجع المؤدية إلى قهر , هي النفس التي تريد للنفس أحياناً أن تتغير لتكون محددة هدف القصيدة الأخلاقية حيال الخير و الشر يقول جلال :
لست مني و لا وجيبك إلفـــــــــــي لو أرى فيك ما يؤرق طيفـــــــي
أو أرى الشك في مسارب روحـــي يسأل الظن أن يبدد خوفـــــــــي
خطرت نزوة السؤال بشـــــــــــوقي فاستثارة ما شئت في السر اخفي

و برغم أن الركيزة الأخلاقية المكونة من العقيدة و الثقافة و التربية و الدين الكامنة في كينونة الموهبة عند جلال نجد الحالة واحدة في الشكلين أو الأشكال الطالعة من قصائده إلا أن الحالة النفسية غيرت إلى حد ما طبيعة العاطفة خلال البينة المكونة للبيت الخليلي لتكون أكثر تصاعدا في خطها العاطفي و الدرامي المشير إلى متطلبات دواخل الإنسان من الشاعر المتعايش مع مجتمعه و بيئته و ناسه ليقدم عدالة ما إشارة لكينونة الشاعر المستمدة من كينونة الذات الإلهية العظمى , حتى انتقائه للبحر الخفيف أو أصح تعبير انتقاء موهبته خلال نفسه الجامحة في الخيال أبدى تمازجا فنيا ليكون النص الفني أو القصيد عكس اسم البحر في طريقة تدل على السهل الممتنع , و ثمة أمر من المفترض أن أشير إليه :
الشاعر لا يقف عند بحر معين إذا تطورت الحالة أو تباينت و احتجاج الأمر لبنيان شعري مختلف تظهر الموهبة الأخاذة من خلالها يقول في قصيدة بوح :
يا مرجف قلبي على غصص المدى كابدت فيك الهجر و هو جراح
إن كان في قتل الأحبة راحــــــــــــة فدمي إليك إذا تشاء مبــــــــــاح
و واضح تماما أن الخط البياني للدراما الشعرية في محتوى القصيدة غير تصاعدا ته و تركز المضمون على حالة عشق مليئة بقوة الإنسان أمام الطبيعة و الإنسان الآخر و ضعفه اللامحدود أمام المجهول القادر على مسائلته و محاسبته في القضايا المتراكمة على دواخله البعيدة المدى .
و القصيدة عند جلال أقصى ما تركز عليه هو الحدث ما يؤسسه و ما يبنى عليه نتائجه متوصلا في مبتغاه إلى أخلاقية الإنسانية التي يجب أن تأخذ دائما بعين الاعتبار النتائج القصوى التي تؤدي ايجابياتها إلي ارتياح الإنسان و فهمه الكامل إلى حقيقته و حقيقة خلقه , و أشير إلى أن الزمن ليس ضروريا في الحالات التي ذهب إليها جلال و أبين هذه الناحية المهمة و المهمة جدا و التي لا تتجلى إلا عند كرام النفوس ..
يقول في المعجزة : حين زقا الحب في لحظة البوح
أنك آنت الغريبة في هذه كنت فيها
أطالع سر الحياة .......... و ما شئت من قبلة تكتمين فرحنا
يمتلك النص الشعري دلالة بعيدة كل البعد عن تحولات الزمن لتؤدي مبتغاه دون أن يخفق قلب الشاعر في رغبة ما تسكن داخل غيره شبيه تماما بالرغبة الكامنة في الغريزة و مشابهة تماما لغرائز تزول في وقت يصب عليها الإنسان قليلا مما يسد شدقها الفاغر , فسرعان ما تنطفئ و هذا النوع مهدد بالزوال في وقت ليس بالبعيد و لا تمتلك السمو الذي يمتلكه الشاعر الذي يؤدي حياته أمام حقيقة دون زيف أو ضعف يقول الشاعر : سقط الشراع
و أرهق الموج المهاجر في المساء منارة
فبكى جناح في الدجى ..... و شدا جناح
و هي حالات واقعة لا محالة أو حالات يقر بوقوعها يقول في قصيدة كلانا بواحد :
و ها أنت ....... في لثغة الروح آي
ترتلها الروح أما توضأ في الفجر ...... قلبي وقلبك
و يتبلور جوهر الإنسان ليكون أهم المخلوقات و أعظم الكائنات بإرادة الخالق الذي تفوق عليه على انه الخالق و المكون له و لغيره حيث تنبثق الدلالات القاطعة على أن صفاء الإنسان في كل ما يفعله يجعله ساميا راقيا جميلا ليصل إلى مراتب عالية في خلجات الروح المحلق في غياهب الإنسان المليئة بالخفايا الدالة على عظيم الوجود و الأزل .
يقول الشاعر في مقام الشهادة :
هيأت نفسي للمكـــــــان الأرفع صرح على صحو التراب الممرع
و رفعت من تحت المقابر راية أبت السقوط من المـــــــدار الأروع
هي النفس الصافية عند الشاعر الحقيقي لا تتراجع أو تتخلى عن مكانها الرفيع , و يبقى اعتراف بان دراسة هذه المجموعة كاملة تحتاج إلى صفحات ليست قليلة ... و أبى الشاعر إلا أن تكون قصيدته مليئة بالتنسيق في انسياب الحروف بشكلها الصحيح .. الحروف الصحيحة و المعتلة على نغم استطاع أن يحسن اختيار سكناته و حركاته , لتولد المفردات و العبارات الدالة على القصيدة و لا يخفى على القارئ انه حسَن من مستوى المقومات الأخرى على حساب العاطفة فادخل العقل في كثير من الحالات , جلال قضيماتي : شاعر ملهم و هو قامة من القامات التي تعتز بها حلب الشهباء يخرج من الإطارات و المحسوبيات و المنافع النفسية و الاجتماعية و الضغائم لا يشير بأصبعه لان عقله متمكن منه و قصيدته جميلة ترتبط به إلى حد التصوف .


Admin
Admin

المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 02/07/2008

http://alkhaled.yoo7.sy

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى