قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم
قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم
بقلم : محمد خالد الخضر
في بداية عصر النهضة حيث شهدت الثقافة العربية خلافا شديدا بين الأصالة و التجديد , تراجع دور القصيدة الريادية في تفرده برصد الحالة النفسية و الاجتماعية لان انحسار العاطفة في القصيدة تفاقم , و التي بدأت تهتم بالرمز و الانزياح مبتعدة عن أمورها متذرعة بترك الوضوح و المباشرة , لتتمكن أجناس أخرى منفلتة من هذا الاتهام , لتتمكن من التعبير عن تحولات البشر المعيشية حسب ما تتعرض له من طقوس هي الأخرى دخلت في النتيجة في الحالة عينها .
غير أن هناك مجموعة من الشعراء يصممون على أن يقبضوا على الجمرة حتى و لو كانت حارقة , و ثمن التمسك و الاتزان بها كبير و لا سيما بعد أن شهدوا السقوط الذر يع لأصحاب الحداثة الإنكشارية برغم ما يمتلكون من رصيد سياسي يربط قلمهم بأيدي تصفق لهم حتى ولو توهموا بكسر السماء و الجلوس على قطعها , فمن يحفظ بيت شعر و مقطوعة لأدونيس , و من مثلا اطلع على كتابه الثابت و المتحول , و لم يعرف أن هذا الكتاب بالغ الأثر في وصوله إلى ما يريد .. بمقدوره أن ينكر أن التمسك بالروح و العاطفة و الشجن و الانتماء قد أوصل نزار قباني إلى عمق الإنسان العربي و إن كان قد حرم مجرد الترشيح لجائزة نوبل والتي يرشح إليها الآن مجموعة لا بأس من الأدباء انفصلوا عاطفيا عن الشعب و ارتبطوا بأصحاب ميليشيات و مواقع .
و يتجلى التمسك بعدم قتل التراث و عدم هدم الداخل و عدم تمرد الابن على أبيه, و ليس بالضرورة أن يعني التطور قتل الابن لأبيه.
؟أشياء من المفترض أن نبحث و نتمسك بها و ليس بالضرورة أيضا أن يكون هؤلاء قد أخذوا ما أخذه نزار و محمود دوريش هؤلاء مجموعة أخرى مخبأة تحت ظلال الورود فالظروف الحياتية قادرة أن تحول كثيرا من الأشياء ضد صالح أبنائها و ربما كانت بعض وسائل الإعلام ظالمة فنحن أيضا نمتلك وسائلنا الوطنية و القومية و الإنتمائية .
واحد ممن رفضوا الانكسار و آثروا العزلة و الجرح و الانطواء على بيارة التخيل و عبق الماضي و المتنبي و سيف الدولة الحمداني .
بداية : تعالوا نأخذ بيت شعر عامودي للشاعر محمد زين السلوم ونعود إلى بدايات اندونيس و نأخذ بيت شعر عمودي نجد كيف آثر أدونيس و من وقف بجانبه على إطلاق الثابت و المتحول .
ليس هذا ما أرمي إليه و لا أقصد المقارنة ولا أرفع شأن على حساب آخر , لكن أريد أن أتحدث عن كتاب عاشوا تحت العلم و اقتنعو بظلاله أيا كانت مقدرتهم .
أنموذجا – محمد زين السلوم : و القصور التي مابرح بها الشعراء يعيشون أحلامها و عصافيرها و يبحثون عن مواطن الدفء و العطاء في حناياها و الجداول و السنابل و الأقحوان (و التين و الزيتون وطور سنين) هي راحلة امرؤ القيس و رهط الشنفرى , و عينا عبلة , و أريكة عمر بن أبي ربيعة و أحلامي أنا محمد الخضر , و عصفور محمد زين السلوم .
هي تلك الفاتحة الخلاقة التي سطرها إهداء لي على أول صفحة من ديوانه عصفور الفصول :
عيناك بحر في دمي /و قصيدتي من غير أجنحه تطير كما الفراش / و تصفق الافدان / تغنى بالحياة مع السطور .... و يبرعم الحرف اخضر ا في العيون / تجري بحور الشعر في دمنا / فينبثق السنا كالأغنيات / تتفتق الكلمات في لون الغصون ..... و إذا دنا العشاق للظل الظليل.. / فالشعر أجمل ما يكون ///
اجل انه الشعر أجمل ما يكون , هو الديوان الحقيقي لكل ما يحلم به الإنسان الخلاق و المليئ بالإحساس و العواطف , ربما أراد أن يقول لنا في هذه المقدمة : خذها هذه أجمل من كل الادعاءات المرمزة و المليئة بالوساوس و الهزائم , و تسترت بعطاء الأعوام القادمة على أنها ذخيرتها و ليست لهذا اليوم , اشك بأنه يذكرني بيوم كان يدرسني به في المعسكر الجامعي وآن ذاك كنت شقيا فأراد أن يزحفني و أنا عاري الصدر و شامخ الهمة فقلت له : أريد أن اقرأ قصيدة لك ..قال لي تعال إلي بعد المعسكر إلى المكتب لنأخذ ماتريد و اذهب الآن إلى خيمتك ... كنت أظن أنني قدمت له رشوة و كان الله مع الصابرين.. و عندما تنامى الشعر في كبريائي عرفت انه أراد للشاعر أن يكبر في دمي و ما قدمته من حيلة كان مكشوفا أمامه , و ليس بمقدوري أن اعترف بقصيدة على حجم معرفتي مهما كان امتدادها برأي الآخر .. إلا إذا كانت هذه القصيدة قد اخترقت مقدرة الأجهزة البصرية و المسموعة التي عششت في أدمغتنا المنهزمة لتعبر عن المشار و العواطف و تستأثر بالعقل و أصله إلى حد الامتناع , ولا يضير أن تتحول التفعيلة المكونة للبحر و تحلق بأجنحتها على أن لا تخون أصلها مختبئة بستور متهرئة و نتوقف قليلا مع الشاعر : غافلت دمعي و ابتسمت – ورحت ارنوا – لارتعاشات الندى – أشعلت جمر القلب – صار توقدي – كتدفق الأحلام – في ليل الرحيل .
فلم يبتعد أبدا عن الخصائص المكونة للقصيدة الأم حيث تتمتع قصيدته بنفس الأسلوب قياسا على كل القصائد بالخصائص الموسيقية و العاطفية و البيانية و الإنسانية الهادفة المصممة على أن يدخل هذا الأدب إلى الوثيقة الأزلية التي يحترمها التاريخ و يتعاطف معها الإنسان طالما رآها و عاش مع عواطفها يقول :
تصفر أوراقي و تعصف – في شجيرات الرياح – ويهز أحلامي ذبول غصونها , و تغيب في منفى العذاب .
و تتغير التفعيلة من بحر لبحر حيث تجلى الموهبة مصممة كسر إرادة الإنسان الشاعر في انبثاقها من بين جوانحه مدفوعة بحبس العواطف الذي يغزو أحيانا حتى الشجاعة و يبدلها بالدموع أو بالقهر أو بالحقيقة التي لا يتمنى أن يعبر عنها الشاعر لولا سلطة الموهبة على أحاسيسه يقول السلوم :
أضناني حبك, عشق , جرحك , صمتك .
آه : أه .
فالحلم كبير ... فاضت نجواه .. و النهر حزين ... ضل بمجراه .
حيث تغاير القصيدة مفهوم النظرية المادية التي تحاول أن تسلب الإنسان إحساسه برغم تنامي و تطور المقومات الداعمة لها و المحاولة إحباط مشاعر الإنسان لتكون القصيدة لتكون القصيدة قد تمكنت من الجمع بين العاطفة و الفكرة بدعم الواقع و ما يعتريه لتعلم العاطفة على تحريك الإنسان إلى ما يبتغي من تطوير و تكون الشخصية الإنسانية قد نالت احترامها في فهمها للنص المطروح و هو يحمل ما يخصها و يهمها يقول الشاعر: قصو ضفائر شعرها المجدول من عمر الزمان .
سرقوا من الأرض المكان
و يقدم أحيانا قصيدة على الحالة الانفة الذكر ليتجلى العقل معترفا بان الأرض امتلأت بالمأزق فهاجرها كل شيء يخص الإنسان حتى المكان ربما يطرح سؤال لماذا يشاء الشاعر فيقول الحقيقة ؟
أين إذن هو الحق في عالم بلا ضفائر و لامكان , و تدخل العاطفة لتشعل النار , نار الثورة الموجودة بأعماق كل الشعراء الطامحين , يقول :
عصفور يفتح عينيه / ينتظر الشمس بلهفة عاشق / عين تحلم بالدفء / ينتظر العصفور يطير ...
و لا يمكن أبدا للقصيدة أن تكون إلا إذا أمنت بان الإنسان هو الأسمى مطالبته بإنسانيته و حضارته و تاريخه العريق منذ أن كرمه الله بخلق على (أحسن تقويم ) .
و تبقى الموهبة سيدته الشاعر لأنها قادرة على سحبه حتى من بيئته و ظرفه و هما الأقوى تأثيرا على كينونة القصيدة كلما اشتدت القيمة الأخلاقية و صقل جوهرها في أعماقه, و ينتهي المطاف عند شاعر يمد ذراعيه و يعود ليطوق البحر و يقول :
صهوة النار حاصرتني الدماء أشعليني... فقد جفاني المساء
ليقول :
حلم ينهض السقوط بجرحي شف وجدي و غار مني العطاء
انهض الحلم غارق في سكوني أمطريني, فقد يحل البلاء
فقد تمكن من استخدام الصورة و التجسيد و العقل كثقافة تضاف إلى الموهبة لتاخذ دورها في ساحة ترفل بها الشهباء , و لا قدر الله اذا ذهب القائمون على الثقافة و الاعلام عن رعايتهم كاللذين يعملون في الجماهير و مديرية الثقافة و اتحاد الكتاب ..
هل سيبقى لهؤلاء مكان أم ان الجرح يمكن ان يمتد و يتقاسم الضفة الجميلة الطبال و الزمار و يبقى دور الخصر و دور المعول , و هل عينا نحن اللذين نقبض على أهلنا و انتمائنا ان نرفع أيدينا للسماء و نقول كالأطفال :
((يارب أحفظ بابا و ماما )) أم ان نحول أقلامنا الى ألغام اذا احتاج الأمر فالوطن ألزم و هذا ما يجب ان يكون .
بقلم : محمد خالد الخضر
في بداية عصر النهضة حيث شهدت الثقافة العربية خلافا شديدا بين الأصالة و التجديد , تراجع دور القصيدة الريادية في تفرده برصد الحالة النفسية و الاجتماعية لان انحسار العاطفة في القصيدة تفاقم , و التي بدأت تهتم بالرمز و الانزياح مبتعدة عن أمورها متذرعة بترك الوضوح و المباشرة , لتتمكن أجناس أخرى منفلتة من هذا الاتهام , لتتمكن من التعبير عن تحولات البشر المعيشية حسب ما تتعرض له من طقوس هي الأخرى دخلت في النتيجة في الحالة عينها .
غير أن هناك مجموعة من الشعراء يصممون على أن يقبضوا على الجمرة حتى و لو كانت حارقة , و ثمن التمسك و الاتزان بها كبير و لا سيما بعد أن شهدوا السقوط الذر يع لأصحاب الحداثة الإنكشارية برغم ما يمتلكون من رصيد سياسي يربط قلمهم بأيدي تصفق لهم حتى ولو توهموا بكسر السماء و الجلوس على قطعها , فمن يحفظ بيت شعر و مقطوعة لأدونيس , و من مثلا اطلع على كتابه الثابت و المتحول , و لم يعرف أن هذا الكتاب بالغ الأثر في وصوله إلى ما يريد .. بمقدوره أن ينكر أن التمسك بالروح و العاطفة و الشجن و الانتماء قد أوصل نزار قباني إلى عمق الإنسان العربي و إن كان قد حرم مجرد الترشيح لجائزة نوبل والتي يرشح إليها الآن مجموعة لا بأس من الأدباء انفصلوا عاطفيا عن الشعب و ارتبطوا بأصحاب ميليشيات و مواقع .
و يتجلى التمسك بعدم قتل التراث و عدم هدم الداخل و عدم تمرد الابن على أبيه, و ليس بالضرورة أن يعني التطور قتل الابن لأبيه.
؟أشياء من المفترض أن نبحث و نتمسك بها و ليس بالضرورة أيضا أن يكون هؤلاء قد أخذوا ما أخذه نزار و محمود دوريش هؤلاء مجموعة أخرى مخبأة تحت ظلال الورود فالظروف الحياتية قادرة أن تحول كثيرا من الأشياء ضد صالح أبنائها و ربما كانت بعض وسائل الإعلام ظالمة فنحن أيضا نمتلك وسائلنا الوطنية و القومية و الإنتمائية .
واحد ممن رفضوا الانكسار و آثروا العزلة و الجرح و الانطواء على بيارة التخيل و عبق الماضي و المتنبي و سيف الدولة الحمداني .
بداية : تعالوا نأخذ بيت شعر عامودي للشاعر محمد زين السلوم ونعود إلى بدايات اندونيس و نأخذ بيت شعر عمودي نجد كيف آثر أدونيس و من وقف بجانبه على إطلاق الثابت و المتحول .
ليس هذا ما أرمي إليه و لا أقصد المقارنة ولا أرفع شأن على حساب آخر , لكن أريد أن أتحدث عن كتاب عاشوا تحت العلم و اقتنعو بظلاله أيا كانت مقدرتهم .
أنموذجا – محمد زين السلوم : و القصور التي مابرح بها الشعراء يعيشون أحلامها و عصافيرها و يبحثون عن مواطن الدفء و العطاء في حناياها و الجداول و السنابل و الأقحوان (و التين و الزيتون وطور سنين) هي راحلة امرؤ القيس و رهط الشنفرى , و عينا عبلة , و أريكة عمر بن أبي ربيعة و أحلامي أنا محمد الخضر , و عصفور محمد زين السلوم .
هي تلك الفاتحة الخلاقة التي سطرها إهداء لي على أول صفحة من ديوانه عصفور الفصول :
عيناك بحر في دمي /و قصيدتي من غير أجنحه تطير كما الفراش / و تصفق الافدان / تغنى بالحياة مع السطور .... و يبرعم الحرف اخضر ا في العيون / تجري بحور الشعر في دمنا / فينبثق السنا كالأغنيات / تتفتق الكلمات في لون الغصون ..... و إذا دنا العشاق للظل الظليل.. / فالشعر أجمل ما يكون ///
اجل انه الشعر أجمل ما يكون , هو الديوان الحقيقي لكل ما يحلم به الإنسان الخلاق و المليئ بالإحساس و العواطف , ربما أراد أن يقول لنا في هذه المقدمة : خذها هذه أجمل من كل الادعاءات المرمزة و المليئة بالوساوس و الهزائم , و تسترت بعطاء الأعوام القادمة على أنها ذخيرتها و ليست لهذا اليوم , اشك بأنه يذكرني بيوم كان يدرسني به في المعسكر الجامعي وآن ذاك كنت شقيا فأراد أن يزحفني و أنا عاري الصدر و شامخ الهمة فقلت له : أريد أن اقرأ قصيدة لك ..قال لي تعال إلي بعد المعسكر إلى المكتب لنأخذ ماتريد و اذهب الآن إلى خيمتك ... كنت أظن أنني قدمت له رشوة و كان الله مع الصابرين.. و عندما تنامى الشعر في كبريائي عرفت انه أراد للشاعر أن يكبر في دمي و ما قدمته من حيلة كان مكشوفا أمامه , و ليس بمقدوري أن اعترف بقصيدة على حجم معرفتي مهما كان امتدادها برأي الآخر .. إلا إذا كانت هذه القصيدة قد اخترقت مقدرة الأجهزة البصرية و المسموعة التي عششت في أدمغتنا المنهزمة لتعبر عن المشار و العواطف و تستأثر بالعقل و أصله إلى حد الامتناع , ولا يضير أن تتحول التفعيلة المكونة للبحر و تحلق بأجنحتها على أن لا تخون أصلها مختبئة بستور متهرئة و نتوقف قليلا مع الشاعر : غافلت دمعي و ابتسمت – ورحت ارنوا – لارتعاشات الندى – أشعلت جمر القلب – صار توقدي – كتدفق الأحلام – في ليل الرحيل .
فلم يبتعد أبدا عن الخصائص المكونة للقصيدة الأم حيث تتمتع قصيدته بنفس الأسلوب قياسا على كل القصائد بالخصائص الموسيقية و العاطفية و البيانية و الإنسانية الهادفة المصممة على أن يدخل هذا الأدب إلى الوثيقة الأزلية التي يحترمها التاريخ و يتعاطف معها الإنسان طالما رآها و عاش مع عواطفها يقول :
تصفر أوراقي و تعصف – في شجيرات الرياح – ويهز أحلامي ذبول غصونها , و تغيب في منفى العذاب .
و تتغير التفعيلة من بحر لبحر حيث تجلى الموهبة مصممة كسر إرادة الإنسان الشاعر في انبثاقها من بين جوانحه مدفوعة بحبس العواطف الذي يغزو أحيانا حتى الشجاعة و يبدلها بالدموع أو بالقهر أو بالحقيقة التي لا يتمنى أن يعبر عنها الشاعر لولا سلطة الموهبة على أحاسيسه يقول السلوم :
أضناني حبك, عشق , جرحك , صمتك .
آه : أه .
فالحلم كبير ... فاضت نجواه .. و النهر حزين ... ضل بمجراه .
حيث تغاير القصيدة مفهوم النظرية المادية التي تحاول أن تسلب الإنسان إحساسه برغم تنامي و تطور المقومات الداعمة لها و المحاولة إحباط مشاعر الإنسان لتكون القصيدة لتكون القصيدة قد تمكنت من الجمع بين العاطفة و الفكرة بدعم الواقع و ما يعتريه لتعلم العاطفة على تحريك الإنسان إلى ما يبتغي من تطوير و تكون الشخصية الإنسانية قد نالت احترامها في فهمها للنص المطروح و هو يحمل ما يخصها و يهمها يقول الشاعر: قصو ضفائر شعرها المجدول من عمر الزمان .
سرقوا من الأرض المكان
و يقدم أحيانا قصيدة على الحالة الانفة الذكر ليتجلى العقل معترفا بان الأرض امتلأت بالمأزق فهاجرها كل شيء يخص الإنسان حتى المكان ربما يطرح سؤال لماذا يشاء الشاعر فيقول الحقيقة ؟
أين إذن هو الحق في عالم بلا ضفائر و لامكان , و تدخل العاطفة لتشعل النار , نار الثورة الموجودة بأعماق كل الشعراء الطامحين , يقول :
عصفور يفتح عينيه / ينتظر الشمس بلهفة عاشق / عين تحلم بالدفء / ينتظر العصفور يطير ...
و لا يمكن أبدا للقصيدة أن تكون إلا إذا أمنت بان الإنسان هو الأسمى مطالبته بإنسانيته و حضارته و تاريخه العريق منذ أن كرمه الله بخلق على (أحسن تقويم ) .
و تبقى الموهبة سيدته الشاعر لأنها قادرة على سحبه حتى من بيئته و ظرفه و هما الأقوى تأثيرا على كينونة القصيدة كلما اشتدت القيمة الأخلاقية و صقل جوهرها في أعماقه, و ينتهي المطاف عند شاعر يمد ذراعيه و يعود ليطوق البحر و يقول :
صهوة النار حاصرتني الدماء أشعليني... فقد جفاني المساء
ليقول :
حلم ينهض السقوط بجرحي شف وجدي و غار مني العطاء
انهض الحلم غارق في سكوني أمطريني, فقد يحل البلاء
فقد تمكن من استخدام الصورة و التجسيد و العقل كثقافة تضاف إلى الموهبة لتاخذ دورها في ساحة ترفل بها الشهباء , و لا قدر الله اذا ذهب القائمون على الثقافة و الاعلام عن رعايتهم كاللذين يعملون في الجماهير و مديرية الثقافة و اتحاد الكتاب ..
هل سيبقى لهؤلاء مكان أم ان الجرح يمكن ان يمتد و يتقاسم الضفة الجميلة الطبال و الزمار و يبقى دور الخصر و دور المعول , و هل عينا نحن اللذين نقبض على أهلنا و انتمائنا ان نرفع أيدينا للسماء و نقول كالأطفال :
((يارب أحفظ بابا و ماما )) أم ان نحول أقلامنا الى ألغام اذا احتاج الأمر فالوطن ألزم و هذا ما يجب ان يكون .
الشاعر- Admin
- المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 09/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى