منتديات الخالد الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم

اذهب الى الأسفل

قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم Empty قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم

مُساهمة  الشاعر الأربعاء يوليو 30, 2008 12:15 am

قراءة في ديوان عصفور الفصول للشاعر محمد زينو السلوم

بقلم : محمد خالد الخضر



في بداية عصر النهضة حيث شهدت الثقافة العربية خلافا شديدا بين الأصالة و التجديد , تراجع دور القصيدة الريادية في تفرده برصد الحالة النفسية و الاجتماعية لان انحسار العاطفة في القصيدة تفاقم , و التي بدأت تهتم بالرمز و الانزياح مبتعدة عن أمورها متذرعة بترك الوضوح و المباشرة , لتتمكن أجناس أخرى منفلتة من هذا الاتهام , لتتمكن من التعبير عن تحولات البشر المعيشية حسب ما تتعرض له من طقوس هي الأخرى دخلت في النتيجة في الحالة عينها .
غير أن هناك مجموعة من الشعراء يصممون على أن يقبضوا على الجمرة حتى و لو كانت حارقة , و ثمن التمسك و الاتزان بها كبير و لا سيما بعد أن شهدوا السقوط الذر يع لأصحاب الحداثة الإنكشارية برغم ما يمتلكون من رصيد سياسي يربط قلمهم بأيدي تصفق لهم حتى ولو توهموا بكسر السماء و الجلوس على قطعها , فمن يحفظ بيت شعر و مقطوعة لأدونيس , و من مثلا اطلع على كتابه الثابت و المتحول , و لم يعرف أن هذا الكتاب بالغ الأثر في وصوله إلى ما يريد .. بمقدوره أن ينكر أن التمسك بالروح و العاطفة و الشجن و الانتماء قد أوصل نزار قباني إلى عمق الإنسان العربي و إن كان قد حرم مجرد الترشيح لجائزة نوبل والتي يرشح إليها الآن مجموعة لا بأس من الأدباء انفصلوا عاطفيا عن الشعب و ارتبطوا بأصحاب ميليشيات و مواقع .
و يتجلى التمسك بعدم قتل التراث و عدم هدم الداخل و عدم تمرد الابن على أبيه, و ليس بالضرورة أن يعني التطور قتل الابن لأبيه.
؟أشياء من المفترض أن نبحث و نتمسك بها و ليس بالضرورة أيضا أن يكون هؤلاء قد أخذوا ما أخذه نزار و محمود دوريش هؤلاء مجموعة أخرى مخبأة تحت ظلال الورود فالظروف الحياتية قادرة أن تحول كثيرا من الأشياء ضد صالح أبنائها و ربما كانت بعض وسائل الإعلام ظالمة فنحن أيضا نمتلك وسائلنا الوطنية و القومية و الإنتمائية .
واحد ممن رفضوا الانكسار و آثروا العزلة و الجرح و الانطواء على بيارة التخيل و عبق الماضي و المتنبي و سيف الدولة الحمداني .
بداية : تعالوا نأخذ بيت شعر عامودي للشاعر محمد زين السلوم ونعود إلى بدايات اندونيس و نأخذ بيت شعر عمودي نجد كيف آثر أدونيس و من وقف بجانبه على إطلاق الثابت و المتحول .
ليس هذا ما أرمي إليه و لا أقصد المقارنة ولا أرفع شأن على حساب آخر , لكن أريد أن أتحدث عن كتاب عاشوا تحت العلم و اقتنعو بظلاله أيا كانت مقدرتهم .
أنموذجا – محمد زين السلوم : و القصور التي مابرح بها الشعراء يعيشون أحلامها و عصافيرها و يبحثون عن مواطن الدفء و العطاء في حناياها و الجداول و السنابل و الأقحوان (و التين و الزيتون وطور سنين) هي راحلة امرؤ القيس و رهط الشنفرى , و عينا عبلة , و أريكة عمر بن أبي ربيعة و أحلامي أنا محمد الخضر , و عصفور محمد زين السلوم .
هي تلك الفاتحة الخلاقة التي سطرها إهداء لي على أول صفحة من ديوانه عصفور الفصول :
عيناك بحر في دمي /و قصيدتي من غير أجنحه تطير كما الفراش / و تصفق الافدان / تغنى بالحياة مع السطور .... و يبرعم الحرف اخضر ا في العيون / تجري بحور الشعر في دمنا / فينبثق السنا كالأغنيات / تتفتق الكلمات في لون الغصون ..... و إذا دنا العشاق للظل الظليل.. / فالشعر أجمل ما يكون ///
اجل انه الشعر أجمل ما يكون , هو الديوان الحقيقي لكل ما يحلم به الإنسان الخلاق و المليئ بالإحساس و العواطف , ربما أراد أن يقول لنا في هذه المقدمة : خذها هذه أجمل من كل الادعاءات المرمزة و المليئة بالوساوس و الهزائم , و تسترت بعطاء الأعوام القادمة على أنها ذخيرتها و ليست لهذا اليوم , اشك بأنه يذكرني بيوم كان يدرسني به في المعسكر الجامعي وآن ذاك كنت شقيا فأراد أن يزحفني و أنا عاري الصدر و شامخ الهمة فقلت له : أريد أن اقرأ قصيدة لك ..قال لي تعال إلي بعد المعسكر إلى المكتب لنأخذ ماتريد و اذهب الآن إلى خيمتك ... كنت أظن أنني قدمت له رشوة و كان الله مع الصابرين.. و عندما تنامى الشعر في كبريائي عرفت انه أراد للشاعر أن يكبر في دمي و ما قدمته من حيلة كان مكشوفا أمامه , و ليس بمقدوري أن اعترف بقصيدة على حجم معرفتي مهما كان امتدادها برأي الآخر .. إلا إذا كانت هذه القصيدة قد اخترقت مقدرة الأجهزة البصرية و المسموعة التي عششت في أدمغتنا المنهزمة لتعبر عن المشار و العواطف و تستأثر بالعقل و أصله إلى حد الامتناع , ولا يضير أن تتحول التفعيلة المكونة للبحر و تحلق بأجنحتها على أن لا تخون أصلها مختبئة بستور متهرئة و نتوقف قليلا مع الشاعر : غافلت دمعي و ابتسمت – ورحت ارنوا – لارتعاشات الندى – أشعلت جمر القلب – صار توقدي – كتدفق الأحلام – في ليل الرحيل .
فلم يبتعد أبدا عن الخصائص المكونة للقصيدة الأم حيث تتمتع قصيدته بنفس الأسلوب قياسا على كل القصائد بالخصائص الموسيقية و العاطفية و البيانية و الإنسانية الهادفة المصممة على أن يدخل هذا الأدب إلى الوثيقة الأزلية التي يحترمها التاريخ و يتعاطف معها الإنسان طالما رآها و عاش مع عواطفها يقول :
تصفر أوراقي و تعصف – في شجيرات الرياح – ويهز أحلامي ذبول غصونها , و تغيب في منفى العذاب .
و تتغير التفعيلة من بحر لبحر حيث تجلى الموهبة مصممة كسر إرادة الإنسان الشاعر في انبثاقها من بين جوانحه مدفوعة بحبس العواطف الذي يغزو أحيانا حتى الشجاعة و يبدلها بالدموع أو بالقهر أو بالحقيقة التي لا يتمنى أن يعبر عنها الشاعر لولا سلطة الموهبة على أحاسيسه يقول السلوم :
أضناني حبك, عشق , جرحك , صمتك .
آه : أه .
فالحلم كبير ... فاضت نجواه .. و النهر حزين ... ضل بمجراه .
حيث تغاير القصيدة مفهوم النظرية المادية التي تحاول أن تسلب الإنسان إحساسه برغم تنامي و تطور المقومات الداعمة لها و المحاولة إحباط مشاعر الإنسان لتكون القصيدة لتكون القصيدة قد تمكنت من الجمع بين العاطفة و الفكرة بدعم الواقع و ما يعتريه لتعلم العاطفة على تحريك الإنسان إلى ما يبتغي من تطوير و تكون الشخصية الإنسانية قد نالت احترامها في فهمها للنص المطروح و هو يحمل ما يخصها و يهمها يقول الشاعر: قصو ضفائر شعرها المجدول من عمر الزمان .
سرقوا من الأرض المكان
و يقدم أحيانا قصيدة على الحالة الانفة الذكر ليتجلى العقل معترفا بان الأرض امتلأت بالمأزق فهاجرها كل شيء يخص الإنسان حتى المكان ربما يطرح سؤال لماذا يشاء الشاعر فيقول الحقيقة ؟
أين إذن هو الحق في عالم بلا ضفائر و لامكان , و تدخل العاطفة لتشعل النار , نار الثورة الموجودة بأعماق كل الشعراء الطامحين , يقول :
عصفور يفتح عينيه / ينتظر الشمس بلهفة عاشق / عين تحلم بالدفء / ينتظر العصفور يطير ...
و لا يمكن أبدا للقصيدة أن تكون إلا إذا أمنت بان الإنسان هو الأسمى مطالبته بإنسانيته و حضارته و تاريخه العريق منذ أن كرمه الله بخلق على (أحسن تقويم ) .
و تبقى الموهبة سيدته الشاعر لأنها قادرة على سحبه حتى من بيئته و ظرفه و هما الأقوى تأثيرا على كينونة القصيدة كلما اشتدت القيمة الأخلاقية و صقل جوهرها في أعماقه, و ينتهي المطاف عند شاعر يمد ذراعيه و يعود ليطوق البحر و يقول :
صهوة النار حاصرتني الدماء أشعليني... فقد جفاني المساء
ليقول :
حلم ينهض السقوط بجرحي شف وجدي و غار مني العطاء
انهض الحلم غارق في سكوني أمطريني, فقد يحل البلاء
فقد تمكن من استخدام الصورة و التجسيد و العقل كثقافة تضاف إلى الموهبة لتاخذ دورها في ساحة ترفل بها الشهباء , و لا قدر الله اذا ذهب القائمون على الثقافة و الاعلام عن رعايتهم كاللذين يعملون في الجماهير و مديرية الثقافة و اتحاد الكتاب ..
هل سيبقى لهؤلاء مكان أم ان الجرح يمكن ان يمتد و يتقاسم الضفة الجميلة الطبال و الزمار و يبقى دور الخصر و دور المعول , و هل عينا نحن اللذين نقبض على أهلنا و انتمائنا ان نرفع أيدينا للسماء و نقول كالأطفال :
((يارب أحفظ بابا و ماما )) أم ان نحول أقلامنا الى ألغام اذا احتاج الأمر فالوطن ألزم و هذا ما يجب ان يكون .

الشاعر
Admin

المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى