ابـــا ربيــع ....

الشاعر الأربعاء أغسطس 06, 2008 3:01 am

ابـــا ربيــع
شعر محمد خالد الخضر

أخلفت موعدك العزيـز الدانـي
والـروح والآمـال ينتظــران ِ
وتركتني قبـل اللقـاء مخلفــا ً
عمـري على كوم ٍمـن الأحزان ِ
واخترت موكبك المسافر في دجى
نشـبت مخالبـه بكنـز حنانـي
ووعدتنـي أن نلتقـي في ليلـة ٍ
قربـت فكيـف وفيت للهجـران ِ
الآن أرجع في الخيـال فنلتقـي
وتضمني فـي شـوقك الحــران ِ
نهفـو فيجمعنا لقـاء دافــيء
نتبادل الآلام فــي الأوطـــان ِ
شجعتني حتى جعلت قصيدتــي
تجتاح كل مخابـىء الأعـــوان ِ
ورددت للشـنآن كل فســـاده
حتى تلاشـت سـطوة الشــنآن ِ
قدرتنـي ، وأنا أكابــد عـزة ً
أقسـى على نفسـي بـذل مكـان ِ
يسـطو عليه كـل وغد فاجـر ٍ
وزماننـا للفاجـر القرصــــان ِ
أنا ذاكر كم كنت تقسم ظهرهـم
وتشـدني في قبضـة الفرســـان ِ
وترد عني وقعتـي ومتاهتــي
من أجل هذا قد لكـزت حصانــي
الآن أرجع فـي خيالـي باكيـا ً
ونوارسـي تبكـي على شطآنــي
أخفي بكاءاتـي بوابل عــزّي
وأقول اصبـر ياعظيـم الشـــان ِ
فوجدت نفسي في قداسة عزهـا
تهوي إليـك بمدمـع ٍ هتــــان ِ
وأظل أبحر في الخيال لعلنــي
في ضمــة ٍ أخرى أعيـد كيانـي
لكنهـا إيثـار أوسـط خلفتـي
قد أيقظتنـي ، وهـي جـد تعانـي
أبتاه كيف أرى صديقك و النوى
يرمـي دمـي للشـوق والنيــران ِ
فأبو ربيع ٍ مثل عمـي ساكـن ٌ
في خافقـي ، وبعطفـه يرعانــي
فأجبتها في كذبـة ٍمحمومـة ٍ :
نقل العميـد إلى مكــان ٍ ثـــان ِ
سيعود كي نلقاه وقـت فراغـه
فتجملـي بالصبــر والســـلوان ِ

قالت : إذا شفي العميد فلا أرى
غصصا ً،فأرشـدني إلـى العنـوان ِ
حتى أراسـله وأسـأل أهلــه
عن حالـه فـي أغلـب الأحيــان ِ
حدثـه يا أبتـاه واحفـظ ودّه
والعار أن تمسـي علـى النســيان ِ
كم كان خلفك في مواقف عـدة ٍ
جبلا ً ، وأنت تطـوف فـي الميدان ِ
إن الرجال تقاس فـي إيمانهـا
أو عيشـها في عهدهـا الريـــان ِ
فهربت أجتـر الهزيمـة خائفا ً
من ورطة أخرى علـى أشجانــي
وأفر من جرحي وأحمل لهفتي
متخفيـا ً فــي قـوة ِ الإيمــان ِ
وأخال أنـي في مكـان آمـن ٍ
مـن دمعـي فتهـم بالخـــذلان ِ
تجري على خدي فيألف نارها
فغــدا ً سـيلقاهـا بكـــل أوان ِ

أبكيك َ
ما ذاقت جراحي قسوة ً
كفجيعة
الأخوان ِ
بالأخـــوان ِ