الصقور في الأوكار ـــــ شعر محمد خالد الخضر

الشاعر الجمعة سبتمبر 26, 2008 8:01 am

خبأت في غمد الضمير غراري
فالنقـع بعـد الجرح غير مثار
يا أمـة رضيت بنكبـاء الردى
واستسلمت حيرى بمحض خيار
استذكريني كل صبح ضاحك
أنا معا ً نمضـي بأصـل نزار
واخضوضري ألقا ً لواقعة الأسى
إن الصقـور تبيت في الأوكـار
حتى إذا احتاج النزال لشاعر ٍ
وتركت تاريخي إلى أشـعاري
ألقى القصيدة في مهب رياحها
تلقـي بعورتهـا إلـى التيـار
وعلى الضفاف هناك ألف منافق
عبثـا ً تـراوده بـلا إكثـار
عقمت فزّورها المخاض فأنجبت
قزمـا ً يكيـل المدح للسمسـار
يأتـي الحرام فلـن يتمم عمره
ليموت خنقـا ً في ظـلام وجار
أو ربما حكمـت عليه ذنوبـه
فمضـت تســلمه إلــى آذار
ما أعدل الأحكام ساعة تنتهي
مرصودة فـي قبضـة الثــوار
هبني قليلا ً يا قريض من الرؤى
حتى أعود إلى هـوى ذي قـار
وأصون للنعمان نخوة عرضـه
أحمي بروحـي عـزة الأسـرار

تترى جراحي لاتغير موقفي
في ضفتيهـا رايـة ُ الأبـرار
وإذا غدا جاسوس كسرى كاشفا ً
جيش الخلاص وما وراء جدار
سيموت في أرض العدو مسلما ً
ويعـود محمـولا ً بلا مقـدار
عشرون " نيوف ٍ " بدارة جلجل
تركوا المضارب دون أي سوار
فتحوا الحضارة بالفساد وبالخنى
وتقدمـوا بعريضـة الأعـذار
" وأبو الحصين " أتى ليفضح ناسه
ومقولـة ٌ للثعلـب المكـــار
يندس بيـن رفاقــه متنكرا ً
فـي جولـة لا غير للغـدار
يوشي إلى صدر الضعيف بغله ِ
ويشـيد بنيانا ً من الأوغـار
ينسى غدا ً أن الدوائر تنتهـي
وكرامـة التاريـخ للأحـرار
والمجد يبنى بالمحبة والنـدى
وحضـارة الإنسـان بالإيثـار
تمضي الدوائر والمناصب تنتهي
فجميعنـا نفـر مـن الـزوّار
وإذا الرفيق رمى الرفيقَ برمحه
أولـى بأمريكـا انتهـاك ذمار
وإذا انتهت بين الأنام مهامه
يمضي ويتركها بناب ضـاري
يبكي صغير الشأن دون فوائد
وعليـه مكتوب صنيـع العـار

فاحفظ رفيقك واحترس من قادم
بنيت جوانبـه علـى الأخطار
أخشى من الآتي وأخشى أن أرى
حزبـا ًإلى وطـن بلا معيـار
اعتاد أن يهب الجبال شـموخها
ويكون منتصـرا ً بكل مغـار
أخشى عليه ، كل كسرى خادع ٍ
وعميله يرتـاح في أمصـاري
وأنا أنام على مواقع عزتـي
ألقي بكاءاتي علـى أقــداري
أشعل رؤاك إلى متاهات المدى
لا تحفظ الأسـوار غير النـار

[b]